
هذا الرجل السمين الضحوك صاحب اللحية البيضاء التي تتدلى على “كرشه” الضخم ، إنما هو رمز وهمي تم ابتكاره من أجل امتاع الأطفال وادخال البهجة والسرور على أنفسهم في اعياد الميلاد ، الهدف منه احياء ذكرى راهب وأسقف نصراني من أصل تركي (قبل الفتح الإسلامي) كان يدعى السينت نيكولاس Saint Nicholas ، ثم تطور الاسم تدريجيا إلى سانتا كلوس وفي العربية (بابا نويل) فمن كان ذلك الرجل حقاً؟
كان راهباً نشطاً يسعى حثيثاً لنشر النصرانية في نفوس اطفال الرومان وغيرهم بتوزيع الهدايا والحلويات عليهم. وكانت له جهود ملموسة كذلك في تنصير الفقراء بتقديم المساعدات المادية لهم بسخاء رغبة في حملهم على اعتناق النصرانية ثم التفت إليه الرومان وسجنوه حتى أطلق سراحه الامبراطور الروماني قسطنطين الذي اعتنق النصرانية لاحقاً.
الجدير بالذكر أن هذا “القديس” كان من جمهرة الكهنة والرهبان النصارى الذي كافحوا تعاليم المسيح الحقيقة الداعية إلى التوحيد والرافضة لفكرة التثليث التي هي أساس النصرانية. والذي لا يعلمه كثيرون أنه كان ممن حضر مجمع نيقية الشهير عام 325 ميلادية ، وقد ورد في كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم الجوزية أن هذا المجمع هو الذي قرر “الوهية المسيح“ عليه السلام وأنه ابن الله مساو له في الجوهر (الذات) ، والعياذ بالله من قولهم ، وما إلى ذلك من بدع وأباطيل فندها وردها القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف.
ومن حيل الكنيسة في هولندا القرن السادس عشر أنها كانت تطلب من الأطفال خلع أحذيتهم المصنوعة من الخشب في مكان معلوم ثم يرجعون ليجدوها وقد امتلأت بالحلوى فيقول لهم القساوسة أن (سانتا كلوز) هو من أحضرها من الجنة من فوق مملكة السماء من عند (يسوع ابن الله)، عياذا بالله من قولهم.
لكن توثيق ذكرى هذا الرجل باحتفالات النصارى لم يتعزز إلا بعد صدور رواية كتبت في مطلع القرن التاسع عشر تدور حول ظهور هذا القديس للأطفال عشية الكريسماس وتسلله لبيوتهم خلسة حيث يترك لهم من الهدايا ما تمنوه وما تشتيه أنفسهم. ثم تحولت هذا الرواية بالأغنية التي تضمنتها إلى عادة تجري بين الغربيين سرعان ما انتشرت بكل أرجاء المعمورة بآلة الاستعمار والدعاية التنصيرية والإعلامية.
من مقالة لـ عصام بن أحمد مدير ، كاتب وإعلامي من مكة المكرمة.

الموضوع الاصلى : ماذا تعرف عن بابا نويل !! | المصدر : منتديات شوق القمر | كاتب الموضوع : نجم الويب

0 التعليقات: