اخر المشاركات

القلق من الإمتحانات ..القلق الطبيعي دليل على نبض الحياة - منتديات شوق القمر

قلق الامتحانات قاسم مشترك بين الأهل والطلاب .. د. رحال :القلق الطبيعي دليل على نبض الحياة ورفض الاستسلام وتحدي الصعاب
فريال أسعد الأحمد
فترات عصيبة وحرجة مترافقة بالضغوط النفسية من قلق وخوف وتوتر, عند الأهالي والطلبة على حد سواء, حيث كل شيء يتغير في المنزل,وتُعلن حالة التأهب القصوى, فالطالب على مُفترق طرق, والوقت جله مكرس للدراسة, والحصار محكم, فالحركة والسكنة بحساب, والوقت لايحتمل أن يُهدر أو يُضيّع وذلك لتحصيل أعلى الدرجات ولدخول إحدى الكليات المرموقة , هذه الأجواء يفرضها واقع الامتحانات الذي أصبح الشغل الشاغل هذه الأيام, فالظرف استثنائي يتطلب حشد كل الجهود والإمكانيات والطاقات, وهموم الأهل كثيرة يأتي في مقدمتها الهم الدراسي, حتى بات الأهل يعانون من الضغط النفسي والقلق والتوتر أكثر من أبنائهم.
حلم يصبو إليه معظم الطلاب‏
أصبح تحقيق العلامة التامة أو مايقاربها حلماً يصبو إليه معظم الطلاب, فالفروع المرموقة تحتاج إلى علامات عالية جداً, وما دون ذلك لايلبي رغبة الأهالي وآمالهم العريضة.‏
هذا ما أكدته بتول الأحمد (طالبة ثانوية عامة) قائلة: علامة واحدة يمكن أن تغير مصير الطالب وتقذف به إلى إحدى المحافظات البعيدة, أو ترمي به في الشارع, والنظرة إلى الفروع المهنية نظرة دونية لاترقى إلى مستوى طموحات الأهل, وكذلك الاختصاصات الجامعية وما هو دون ذلك يتم تصويره للطالب كأنه فشل ذريع أو نهاية للعالم.‏
كرهت كتبي ودفاتري‏
التهديد والوعيد يترصدان الطالب من كل حدب وصوب, ناهيك عن العبارات التي يسمعها, والتي يمارس الأهل من خلالها ـ بغير قصدـ الإساءة إلى أبنائهم كقولهم (هذا الامتحان سيحدد مصيرك) ( الوقت ليس لصالحك), مما يزيد القلق والتوتر, هذا ما أوضحه علي خضور ( طالب شهادة إعدادية) قائلاً: أهلي لايملون ولايكلون من تكرار عباراتهم التي حفظتها عن ظهر قلب: ( ضع رأسك بين الكتب, وإلا سيكون مصيرك الفشل, وانظر إلى أخيك وعلاماته).‏
حتى كرهت كتبي ودفاتري, وأصبحت أشعر بالرعب من الامتحان ومن نتائجه سلفاً.‏
مايزيد الطين بلة‏
وكأنه لايكفي الضغط النفسي والقلق الذي تسببه الامتحانات لكل من في المنزل صغاراً, وكباراً حتى يُضاف إليها عبء الدروس الخصوصية التي أصبحت ( تحصيل حاصل) فكيف إذا لمْ تنه بعض المدارس المنهاج, عندئذ سيضطر الطالب لمضاعفة هذه الدروس.‏
هذا ماعبرت عنه بوضوح السيدة عبير سليمان ( أم لطالبة في الثانوية العامة) قائلة:‏
إن بعض المدرسين لم ينهوا المنهاج, واستغلوا هذا الظرف العصيب ليجنوا الأرباح, فهذا الموسم موسمهم وعليهم أن يقتنصوا هذه الفرصة الذهبية التي لاتعوض, وهم عرفوا كيف يستغلونها أحسن استغلال وتختم قولها: من المؤسف أن يتم وضع العلم في ميزان المادة.‏
كثرة الضغوط تؤدي إلى العصيان‏
الأجدر بالأهل أن يتفهموا طبيعة هذه المرحلة ,ويتعاملوا مع أبنائهم بوعي وشفافية, وبالكثير من الحذر, ولايشعروهم بالضغط والتوتر حتى تكون النتائج مثمرة ومرضية للجميع.‏
هذا ماقاله السيد محمد الأحمد (أب لطالبة في الثانوية العامة) مؤكداً أن الضيق والملل يؤديان أحياناً إلى إعلان حالة العصيان والتمرد, فيمتنع الطالب عن الدراسة كنوع من العقاب للأهل, وردة فعل أمام الضغوط التي تُمارس عليه فالأمور إذا زادت عن حدها انقلبت إلى ضدها.‏
فماذا عن القلق قبل الامتحان وهل هو أمر طبيعي؟‏
وماهي الأسباب التي تساهم في ارتفاعه؟‏
وماهي الأمور التي تساعد على التخفيف من وطأة القلق الامتحاني؟‏
حول هذا الموضوع ( الفداء) التقت الدكتور ماريو رحال الاختصاصي في علم النفس العلاجي والوكيل العلمي في كلية التربية بحماة, وكان لنا الحديث التالي:‏
حالة إيجابية ضمن الحدود الطبيعية وسلبية إذا بولغ فيها إن غالبية الطلاب يعانون من توتر قبل موعد الامتحان, وهذا أمر طبيعي وسلوك عرضي مألوف مادام في حدود درجاته المتوسطة, هذا ما أكده د. رحال ويضيف: بل أكثر من ذلك حيث يُعد حالة إيجابية تدفع الطالب لتحقيق الإنجاز المثمر لأنه يجعله أكثر انتباهاً واستعداداً لمواجهة ظروف الامتحان, فهو يزيد من طاقته وحماسه ويدفع به إلى الدراسة والاستذكار, فيكون القلق في هذه الحالة دليلاً على نبض الحياة ورفض الاستسلام وتحدي الصعاب.‏
ويتابع قوله: أما في حال أخذ القلق الامتحاني أعراضاً غير طبيعية ومبالغاً فيها, كعدم النوم, وفقدان الشهية, وعدم التركيز, والانشغال الكبير بالنتائج المترقبة, وتوقع الفشل, بالإضافة إلى مجموعة من الاضطرابات الفيزيولوجية المتباينة, كارتفاع ضغط الدم, وزيادة ضربات القلب, وزيادة التعرق,وبرودة الأطراف, وجفاف الحلق, وارتعاش اليدين فإن هذه الأعراض وغيرها ستربك الطالب وتعرقل أداءه أثناء الامتحان.‏
مجرد حيلة دفاعية والقلق عند الإناث أكثر من الذكور‏
قد تُظهر بعض الحالات أعراضاً هستيرية في أثناء فترة الامتحانات فتكثر الشكاوى الجسمية لديها, كالصداع والآلام الجسمية المتباينة.‏
يؤكد د. رحال أن الطالب يلتمس من خلال هذه الأعراض عذراً لعدم متابعته الدراسة سواء أمام ذاته أم أمام أهله, فتكون هذه الأعراض مجرد حيلة دفاعية لاشعورية يستخدمها الطالب ليعفي نفسه من تحمل مسؤولية الدراسة, كما يجد من خلالها مجالاً للهروب من مواجهة قاسية مع أهله وذاته.‏
ويوضح د. رحال أن الدراسات تشير إلى أن نسبة القلق الامتحاني تكون عند الإناث أعلى منها عند الذكور, وربما يعود السبب إلى أن الإناث يعانين في مجتمعنا من ضغوط أسرية واجتماعية كثيرة, فتتفاعل هذه الضغوط مع الضغط النفسي الآتي من الامتحان لتنفجر أعراض القلق لديهن بدرجات مرتفعة.‏
أسباب تُساهم في ارتفاع القلق الامتحاني‏
هناك مجموعة من الأسباب التي تُساهم في ارتفاع القلق الامتحاني لدى بعض الطلاب يذكرها د. رحال قائلاً: من هذه الأسباب مايتعلق بالمعلم والمنهاج, ومنها مايتعلق بالطالب نفسه, فنظرة الأسرة السلبية إلى ابنها والحطَ من قيمته باستمرار على أنه مقصر, والضغط عليه بشكل مستمر من أجل الدراسة, وكذلك التوقعات والآمال المرتفعة التي يعلّقها الأهل على أبنائهم والتي لاتتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم , وأخيراً الجو الأسري غير المستقر والمشحون بالتوتر, فإن ذلك كله من شأنه أن يؤثر سلباً على نفسية الطالب.‏
وقد يكون المعلم في بعض الحالات مصدر القلق, وذلك من خلال سوء تعامله وفرضه جواً من الرعب وعدم متابعته لهم أول بأول, كما أن هناك أسباباً أخرى تتعلق بطبيعة المناهج, كصعوبة المنهاج وعدم إنهائه,واكتظاظه بكم هائل من المعلومات المرهقة لأدمغة الطلاب وأعصابهم.‏
أكثر الأمور التي تُساعد في التخفيف من وطأة القلق الامتحاني‏
ثمة أمور من شأنها أن تساعد في التخفيف من وطأة القلق الامتحاني يوضحها د. رحال قائلاً: من الضروري تبني الطالب لعادات الدراسة الصحيحة, كالتركيز أثناء الدراسة, واللجوء إلى تلخيص الأفكار الأساسية وكتابتها في أثناء الاستذكار, والدراسة أولاً بأول وعدم تأجيل الدراسة الجادة إلى ليلة الامتحان, وعدم الاعتماد على الحفظ الآلي الذي يتم دون فهم, وتنظيم الوقت المحدد للدراسة والراحة, وأخيراً من المهم عدم ارهاق الطالب لفكره وأعصابه من خلال التفكير بالمشكلات النفسية والأسرية والاجتماعية.‏
ماذا عن الأهل؟‏
أما بالنسبة للأهل فيرى د. رحال أنه من المهم جداً أن يوفر لأبنائهم الجو المناسب للدراسة والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو ذهنه أو يؤثر سلباً على نفسيته, وكذلك الابتعاد عن الضغط المستمر عليه من أجل تحقيق طموحاتهم وآمالهم المرتفعة التي لاتتناسب مع قدراته, وعدم مقارنته بغيره.‏
وأخيراً ينصح د. رحال الأهل بعدم المغالاة في إظهار الاهتمام بنفسية ابنهم خلال فترة الامتحانات, لأن بعض الأبناء قد يستغلون أهلهم واهتمامهم بهم أبشع استغلال, بل أكثر من ذلك يمكن أن يعزز حالة الهروبية العصابية لديهم للتهرب من تحمل مسؤولية الدراسة والاستذكار.‏

ت
حيــــــــاتي لجميع القلقينهههههالفايدة للجميع









| |
This entry was posted on 3:17 م and is filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 التعليقات: